يشهد كأس العالم لكرة القدم 2026 حدثًا غير مسبوق في تاريخ القارة الإفريقية، بعدما نجحت أربع دول من شمال إفريقيا — المغرب، الجزائر، تونس، ومصر — في حجز مقاعدها ضمن المنتخبات المتأهلة إلى المونديال الذي سيُقام لأول مرة في ثلاث دول هي الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك.
هذا الإنجاز التاريخي يعكس التطور الكبير الذي عرفته كرة القدم في منطقة شمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية.
سابقة تاريخية لقارة إفريقيا
لم يسبق في تاريخ المونديال أن شاركت أربع دول من منطقة واحدة في إفريقيا ضمن نفس النسخة. فبعد أن رفعت “الفيفا” عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا، أصبح الطريق مفتوحًا أمام المزيد من الممثلين الأفارقة، لكن التفوق الشمالي كان لافتًا هذه المرة، حيث نجحت المنتخبات المغاربية والعربية في تأكيد هيمنتها على الساحة القارية.
المغرب يقود الحلم الإفريقي
المنتخب المغربي، رابع العالم في نسخة 2022، أكد مرة أخرى أنه بات من كبار اللعبة عالميًا، بعدما ضمن التأهل مبكرًا بفضل استقراره الفني وتوهجه القاري والعالمي. “أسود الأطلس” يدخلون المونديال المقبل بطموحات أكبر، في ظل تصاعد التوقعات بإمكانية تكرار — وربما تجاوز — إنجاز قطر التاريخي.
عودة الجزائر بعد الغياب
أما المنتخب الجزائري، فقد عاد بقوة إلى الساحة العالمية بعد غياب عن نسخة 2022. “محاربو الصحراء” تمكنوا من تجاوز التصفيات بثبات، ليؤكدوا أن الجيل الجديد قادر على إعادة أمجاد 2014، حين بلغ الفريق ثمن النهائي وكان قريبًا من إقصاء ألمانيا بطلة العالم آنذاك.
تونس بثبات المعتاد
بدورها، واصلت تونس حضورها المنتظم في كأس العالم، إذ ستخوض مشاركتها السابعة في تاريخها، لتؤكد مكانتها كأحد أكثر المنتخبات الإفريقية استقرارًا على المستوى الدولي. “نسور قرطاج” يراهنون على خبرتهم من أجل الذهاب بعيدًا في نسخة 2026.
مصر تنهي عقدة الغياب
من جانبها، نجحت مصر في استعادة مكانتها بين كبار العالم بعد غياب دام منذ نسخة 2018. “الفراعنة”، بقيادة نجمهم محمد صلاح، تمكنوا من تحقيق تأهل مستحق، ليكملوا رباعية شمال إفريقيا في المونديال. الجماهير المصرية تعقد آمالًا كبيرة على هذا الجيل للعودة بقوة إلى الساحة العالمية